أبطأ
عليه شيطانه
عليه شيطانه
كيلان
خضير العزاوي
خضير العزاوي
هذا
كلام قالته امرأة من قريش للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) عندما أبطأ جبريل ( عليه
السلام ) في النزول عليه بالوحي. فقد أخرج الأمام البخاري في صحيحه من حديث جندب بن
عبد الله ( رضي الله عنه ) قال: ( احتبس جبريل ( عليه السلام ) على النبي ( صلى
الله عليه وسلم ) فقالت امرأة من قريش: أبطأ عليه شيطانه )
(1)،
فنزلت:(وَالضُّحَى
(1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)
(الضحى
١ – ٣).
وذكروا
أن المرأة القريشية التي قالت هذا الكلام إنما هي ام جميل بنت حرب بن أمية زوجة عمه
أبي لهب، قالت له ذلك على سبيل التهكم والشماتة. وفي أسباب احتباس الوحي عنه ( صلى
الله عليه وسلم ) ونزول سورة الضحى عدة روايات منها، أن جروا دخل بيت النبي ( صلى
الله عليه وسلم ) فمات تحت السرير وبقي أياماً لا يعلم به فتأخر نزول جبريل مدة تلك
الأيام. وبعد أن عثر على الجرو الميت أخرج من بيته ( صلى الله عليه وسلم ) فجاء
جبريل ( عليه السلام ) ليخبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بأن الله ما ودعه وما
قلاه(2)
فيما روي عن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت: واعد رسول الله جبريل
( عليه السلام ) في ساعة يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم يأته، وفي يده عصا فألقاها من
يده، وقال ما يخلف الله وعده ولا رسله )، ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال:
( يا عائشة متى دخل هذا الكلب ههنا ) فقالت: والله ما دريت، فأمر به فاخرج، فجاء
جبريل ( عليه السلام ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واعدتني فجلست لك
فلم تأت ) فقال جبريل ( عليه السلام ): منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل
بيتاً فيه كلب ولا صورة(3).
وفي حديث آخر له صله بالموضوع، أن أم المؤمنين ميمونة (رضي الله عنها)، كانت قد
أخبرت عبد الله بن عباس ( رضي الله عنها )، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
بعد أن أمر بإخراج الكلب، أخذ بيده ماء فنضح مكان الكلب(4).
والمراد بالنضح هنا غسل مكانالكلب،
وقد احتج بهذا جماعة على نجاسة الكلب مطلقاً، يقول الأمام النووي ( رضي الله عنه
)فيه دلالة ظاهرة لمذهب الأمام الشافعي ( رضي الله عنه ) وغيره على نجاسة الكلب،
لأن الطهارة تكون عن حدث أو نجس، وليس هنا حدث فتعين النجس)
(5).
وهناك من تأول غسل مكان الكلب لاحتمال وجود آثار بول الكلب أو روثه. ونحن نميل إلى
الرأي الأول القائل بنجاسة الكلب مطلقاً، يؤيد ذلك عدم دخول الملائكة إلى بيت النبي
( صلى الله عليه وسلم )، لأن الملائكة مخلوقات نورانية طاهرة لا تدخل الا على طاهر،
ووجود الكلب في بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مدعاة للنجاسة، فضلاً عن أن بعض
الكلاب يسمى شيطاناً. فقد ورد في الحديث الأمر بقتل الكلاب السود لأنها شياطين، فقد
حدث جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم
)
(6):
( عليكم بالأسود ألبيهم ذي النقطتين ). ثم استقر الشرع فيما بعد على النهي عن قتل
جميع الكلاب، يقول إمام الحرمين الجويني ( رضي الله عنه )
(7)
أمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أولاً بقتلها كلها، ثم نسخ ذلك ونهى عن قتلها،
الا الأسود ألبيهم، ثم استقر على النهي عن قتل جميع الكلاب التي لا ضرر فيها سواء
الأسود أو غيره ).
إن
من أحكام الإسلام وقاية الإنسان من الأمراض، تقريره بنجاسة الكلب، يؤيده ما روي عن
أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
(:
( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب ). والولوغ
في اللغة: أن يشرب الكلب الماء بطرف لسانه، وجاء في رواية ابن المغفل المزني ( رضي
الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال(9):
( إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب )، فيما ذهب
الأمام أبو حنيفة ( رضي الله عنه ) إلى كفاية غسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب ثلاث
مرات فقط، وحجته في ذلك أن لسان الكلب يلاقي الماء دون الإناء، فلما تنجس الإناء
فالماء أولى(10)
ولقد أثبت العلم الحديث إن قوله ( صلى الله عليه وسلم ) في نجاسة الكلب معجزة طبية،
فالكلاب تنقل الكثير من الأمراض إلى الإنسان، والإصابة بالدودة الشريطية في
مقدمتها، إلى جانب الإصابة بمرض الكلب، وهو فيروس دقيق يصيب الإنسان يحمله الكلب في
لعابه ويخرجه في اللعاب، وعندما يعقر شخصاً ما ينزل في الجرح ويجري في الدم، وفي
غصون ثلاثين أو أربعين يوماً تصل المصيبة ذروتها عندما تظهر علامات المرض وهي
الصداع والتشنج العصبي، إن حكمة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الأمر بغسل الإناء
الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، هو أن فيروس مرض الكلب دقيق، متناه في
الصغر وكلما قل حجم الفيروس وصغر حجمه ودق وزنه، كلما ازداد خطره بازدياد تعلقه
بجدار الإناء والتصاقه فيه، وعند غسل الإناء بالماء مع التراب فان التراب يسحب
اللعاب سحباً، ويشفطه شفطاً، بقوة جاذبية مقدارها هو مقدار الفرق بين لعبا الكلب
وبين وسط التراب(11).
وهكذا لم يعد لكلام ام جميل: ( أبطأ عليه شيطانه ) الذي أرادت به التهكم والشماتة
بالنبي ( صلى الله عليه وسلم )، أي معنى، فقد نزل جبريل ( عليه السلام ) ، وأخبر
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بأن الله لم يتركه، ويبين له أن سبب إبطاء نزوله عليه
وجود الكلب تحت سريره ( صلى الله عليه وسلم
الأربعاء 17 يونيو 2015, 12:13 pm من طرف انور ابو البصل
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بزيارتكم والانتساب اليه وحياكم الله
الأربعاء 17 يونيو 2015, 12:12 pm من طرف انور ابو البصل
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بزيارتكم والانتساب اليه
الأربعاء 17 يونيو 2015, 12:10 pm من طرف انور ابو البصل
» نصيحة : اكثر من الاصدقاء ###
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 8:57 pm من طرف اخوكم في الاسلام
» مخاطر بكتريا اي كولاي
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 8:56 pm من طرف اخوكم في الاسلام
» كيف تعرف انك مريض نفسيا؟؟
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 8:53 pm من طرف اخوكم في الاسلام
» اهم الانجازات في الطب الاسلامي (2)
الأربعاء 05 سبتمبر 2012, 10:58 pm من طرف Admin
» اهم الانجازات في الطب الاسلامي
الأربعاء 05 سبتمبر 2012, 10:44 pm من طرف Admin
» أشهر من أثروا الطب الإسلامي
الأربعاء 05 سبتمبر 2012, 10:41 pm من طرف Admin